على مرِّ القرون
حب سُمِّيَ بالجنون
في جزيرة العيون
شاب عاش في السجون
و فتاة عاشت في السكون
التقيا بلغة العيون
كان لها عابر سبيل
و كانت له الحلم الجميل
التقيا و لم يفكرا بالرحيل
فقط نادى على ليله العليل
ليخبره عن حبه الجميل
لقد نسي ما تحمله من عناء
إنه الملهم بصفاء
عاشق فتاة النقاء
من نزلت له من السماء
لكنها لم تكن المجنونة صفاء
بل فتاة دعت نفسها بالهناء
و كانت له الصبح و المساء
و أصبحت في ذكرياته ضياء
أحبته بين كل الناس من يوم اللقاء
لكنه أحبها في لحظة مساء
و اعتبرها نعمة من رب السماء
قال لها يوماً ألا تبتعدين
و خلفت بوعدها ولم تجاوبين
و كادت أن تقول أنها من الرافضين
لكنه بعد الآن لن يستكين
لأن من أحبته في قبر الحنين
وقلبي من الحزن لن يكف عن الأنين
رحيلك عَذَّبَ قلبي المسكين
كل الأبواب إليك قالت أنك ستغلقين
و طريقك صار مفخخاً و الأشواك تزرعين
فيا من كانت في قلبي تنادين
لقد خلفت لوعدك لي فهل تسعدين
آآسف لكني لا أستحقك اعذريني
كم تمنيت أن تكوني حبيبتي
لكني من خوفي عليك خفت أن يجرحوني
و بكلماتهم يحسدوني
أنا لا أستحقك لأني شاب غارق في ضنوني
و الفرحة و السعادة قليلا ما تغمرني
و جاء يومٌ قال أننا افترقنا
الغريب في الأمر أنه غامضة لدرجة أني لم أصل إلى منتهاها
لكن قلبي الآن يسمع صداها
لكني عما قريب سأكون من تلاها
فالتنامي براحة و هناء
و دعكي مني فأنا أصارع العناء
و سعادتي في يد معشوقتي صفاء
فلتخلدي براحة و انسي الآلام
فروحك تعيش معي أثناء انهيار النيام
و عند رحيلك يبدأ القيام
و يبدأ النهار بالخصام
فمن الآن سأكون الملام
و سأعيش في أوهام
حتى تشعل قناديل السلام
لأني ضيعت معك من عمري عشرة أيام
فلا تقلقي عليّ فأنا في بحر الهيام
أنتظر من عمري أيام
لأوقظ من هم نيام
لكي سلامي و لأصحاب المقابر
فأنا في حضن صفاء من الأكابر
فلترقدي بسلام في جنة الرحمان
و لتكوني في ذكرياتي رفيقة الولهان
لا تقلقي فغدا سأكون القادم إلى مملكة المقابر