التدريب فى مؤسساتنا
عندما يريد فرد تدريب غيره أو فرد التدرب عند غيره أو تريد جماعة تدريب أفرادها فأول شىء يكون موضوع التدريب
فى القرآن مثال لإرادة فرد التدرب وهو موسى(ص) عندما أراد التدرب على يد العبد الصالح (ص) والتدريب أى تدريب هو تعليم وتعلم وشرط أى تدريب أن يكون راشدا أى نافعا كما قال سبحانه على لسان موسى(ص)
" هل أتبعك على أن تعلمنى مما علمت رشدا"
المعلم وهو المدرب العبد الصالح (ص) واجه المتدرب بصعوبات التدريب وهى أنه لن يستطيع الصبر على التدريب بسبب جهله بالخبر وهو التدريب وفى هذا قال سبحانه على لسان العبد الصالح (ص):
"قال إنك لن تستطيع معى صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا"
المتدرب أى المتعلم وهو موسى(ص) رضا أن يطيع شرط المدرب وهو الصبر فقال :
"قال ستجدنى إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا"
ومما سبق نجد أن التدريب لابد أن ينبع من داخل المتدرب ولا يفرض عليه من جهة أعلى فرضا لأنه فى تلك الحالة سيكون التدريب فاشل بالتأكيد
قياس أثر التدريب :
هل يمكن اعتبار المتعلم فاشل لأن التدريب لم يؤثر فيه .
المتدرب موسى(ص) فشل ثلاث مرات قال فى الأولى :
"قال ألم أقل إنك لن تستطيع معى صبرا قال لا تؤاخذنى بما نسيت ولا ترهقنى من أمرى عسرا"
وقال فى الثانية:
"قال إن سألتك عن شىء بعدها فلا تصاحبنى قد بلغت من لدنى عذرا"
وفى الثالثة قال له المدرب :
"هذا فراق بينى وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا"
هل هذا معناه أن المدرب فشل وأن المتدرب فشل أى بألفاظ أخرى هل لم يتعلم المتدرب شيئا وهل المتدرب لم يعلمه شيئا ؟
قطعا الفشل ثلاث مرات ليس دليلا على أن الأثر التدريبى غير موجود فقد استوعب موسى (ص) الدرس وهو أن ظاهر الأشياء غير حقيقتها ومن ثم عليه أن يفكر فى أى أمر قبل أن يقول أو يفعل شىء
ومن ثم فقياس الأثر التدريبى غير ممكن معرفته من فشل المدرب وحتى المتدرب نفسه قد يكون فهم الأمر تماما ويقول أنه لم يفهم شىء كما سأل المنافقون المؤمنين عن ماذا تكلم النبى(ص) مع أنهم حضروا المجلس وفهموا " ماذا قال آنفا"
ضرب الله مثلا فى أن التدريب نجح فى تعليم اليهود التوراة حيث حفظوها كلاميا ومع هذا أكد أن التعلم المعرفى النظرى فقط فاشل لأنه لا يطبق لأنهم يشبهون الحمار الذى يحمل فوق ظهره كتبا لا يطبق ما فيها وفى هذا قال سبحانه :
"مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا"
فهنا لو قيس الأثر التدريبى وهو المعرفى -والمعرفى عندى يعنى المهارى وغيره لأن لا مهارة بدون معرفة فصبى الميكانيكى يعرف من معلمه كيفية التصليح من النظر لما يفعله حيث يحفظ أن إذا حدث العطل فى الموضع الفلانى فعليه أن يفعل كذا وكذا – فسيكون التدريب ناجح لأنه نجح فى توصيل المعلومات اللازمة للمتدرب
لكن عند الله هذا التدريب فاشل فسماعك وهو معرفتك طالما لم تنفذها فكأنك لم تسمع أى تتعلم شىء وفى هذا قال سبحانه :
" ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون"