كشف عورة الرجل
ظاهرة سيئة فى المجتمع وهى سير الرجال بالتبان أو اللباس القصير فى الشوارع أو جلوسهم على المقاهى أو على أبواب المحلات أو فى النوادى فتجد الرجل وأفخاذه ظاهرة أو ما فوق ركبه ظاهر
وقد بين الله أن اللباس فى الصيف والشتاء وأى وقت مطلوب لتغطية العورة فى الأماكن العامة حيث قال :
"يا بنى أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سواءتكم"
وقد حدثنا الله عن أن ذو القرنين(ص) وجد قوم لا يرتدون أى ملابس فعوراتهم كلها مكشوفة ليس هناك ستر أى لبس يغطيها من الشمس وفى هذا قال سبحانه:
"ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا"
وبالطبع التعرى فى الأماكن العامة هو جريمة كبرى لأنه يساعد على انتشار الفاحشة ولذا وجدنا أن الأبوين آدم(ص) وزوجه يخفيان جسمها بورق الشجر حياء وفى هذا قال سبحانه :
"فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة"
فهنا الاثنين متزوجين ومع هذا نظرا لوجود مخلوقات أخرى معهما فى الجنة أخفيا العورة وهى الجسم بتقطيع ورق شجر الجنة ووضعه على أجسامهم
ومن ثم لا يجوز لنا التعرى أمام الآخرين جزئيا او كليا فى الأماكن العامة حيث يتواجد أغراب وأجانب
وقد اختلف الفقهاء فى عورة الرجل نتيجة اختلاف الروايات إلى الأقوال التالية :
الأول :
تغطية الأرجل حتى عضلة الساق وهى منتصف الساق كما فى الروايات التالية:
8247- ( ت س ) حذيفة - رضي الله عنه - قال :« أخذ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بعضَلَةِ ساقي - أو سِاقهِ - فقال : هذا موْضِعُ الإزار ، فإن أبيْتَ فأسفلُ ، فإن أَبيت ، فلا حقَّ للإزار في الكعبين » أخرجه الترمذي.
وفي رواية النسائي ، قال : قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : « الإزار إلى أنصَافِ السَّاقين : العَضَلَةِ ، فإن أَبَيْتَ فأسفلَ ، فإن أبيْتَ فمن وراءِ السَّاق ، لا حقَّ للكعبين في الإزار».
8246- ( ط د ) العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه: قال : «سألتُ أبا سعيد عن الإزار ؟ فقال : على الخبير سقطْتَ ، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : إزْرَة المؤمن نصف الساق ، ولا حرَجَ» - أو قال : - « لا جناح - عليه فيما بينه وبين الكعبين ، ما كان أسفَلَ من ذلك ، فهو في النار ما كان أسفل من ذلك ، فهو في النار ، ومَنّ جرّ إزاره بَطَرا لم ينظر الله إليه يوم القيامة ». أخرجه الموطأ ، وأخرجه أبو داود وقال : «ما كان أسفلَ من الكعبين فهو في النار » مرة واحدة ، ولم يقل في آخره : « يوم القيامة ».
الثانى : حتى الركبة فقط ففى كتاب فوائد سمويه عن أبى سيعيد عن النبى(ص) قال :
"عورة المؤمن ما بين سرته إلى ركبته"
وفى السنن الكبرى للبيهقى :
3275- أَخبَرنا أَبو بَكْرٍ أَحمَدُ بن مُحَمَّدِ بن الحَارِثِ الفَقِيهُ، أَخبَرنا عَلِيُّ بن عُمَرَ الحَافِظُ، حَدَّثنا يُوسُفُ بن يَعقُوبَ بن إِسْحَاقَ بن بُهْلُولٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بن حَبِيبٍ الشَّيْلَمَانِيُّ، حَدَّثنا عَبدُ اللهِ بن بَكْرٍ، حَدَّثنا سَوَّارٌ أَبو حَمْزَةَ، عَن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ، عَن أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ: ..وَإِذَا زَوَّجَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَبدَهُ، أَوْ أَجِيرَهُ، فَلاَ يَرَيْنَ مَا بَيْنَ سُرَّتِهِ وَرُكْبَتِهِ، فَإِنَّ مَا بَيْنَ سُرَّتِهِ وَرُكْبَتِهِ مِنْ عَوْرَتِهِ. 2/228
الثالث وجوب تغطية الأرجل كلها حتى الكعبين كما هو الظاهر من الأٌقوال التالية:
8250- ( خ س ) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار » أخرجه البخاري والنسائي.
[1753/ 5787]- حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ * (رواه البخاري)
- أَخْبَرَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ وَهُوَ ابْنُ الْحَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ * (رواه النسائي)
وطبقا لما هو موجود فى مخلوقات الأخرى من الحيوان والطير نجد أن الشعر أو الصوف أو الوبر أو الريش أو الإبر أو الصدفة.. يغطى كل الجسم عدا اليدين والقدمين والوجه يكون الظاهر هو نفس الأجزاء
والموجود فى القرآن هو أن موسى(ص) لما سقى غنم الفتاتين نزل عند حافة النهر بملابسه لم يشمر ملابسه عن ساقيه حتى سقى الغنم لهما وفى هذا قال سبحانه :
"وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ"
وعندما أمر الله أيوب(ص) أن يركض الماء برجله لم يطالبه بتشمير ملابسه عند ساقيه فقال:
" اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب"
فيا ليتنا نبتعد تحت وأولادنا عن هذه الظاهرة السيئة التى تنتشر خاصة فى فصل الصيف وكأنه التعرى سيجلب فائدة لمن يعري أفخاذه وساقيه ولكن فى الحقيقة هو يجلب الضرر المباشر من كثرة التعرض لأشعة الشمس ومن كثرة التعرض للغبار والتصاق الغبار بالعرق يؤدى فى الغالب لانتشار حبوب واحمرار فى الجلود فى أحيان عديدة
هذا هو الضرر الذى نحسه وأما الضرر الأخر وهو عصيان الله فهو شأن أخر حيث يعرضنا لعقاب الله