البيت فى كتاب الله
تعريف البيت :
أرض محاطة بجدران من مواد ما لحماية الإنسان من الأضرار يقيم بها إقامة مستمرة او اقامة مؤقتة
الهدف من إقامة البيوت:
الغرض من إقامة أى بيت هو أن يكون مكان لسكن وهو راحة الإنسان وفى هذا قال سبحانه:
"والله جعل لكم من بيوتكم سكنا "
المواد التى تقام منها البيوت:
البيوت تقام من مواد متعددة منها :
جلود الأنعام وفى هذا قال سبحانه:
"والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم "
حجارة الجبال وفى هذا قال سبحانه:
"وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين "
الطين المحروق وفى هذا قال سبحانه:
" فأوقد لى يا هامان على الطين فاجعل لى صرحا"
الألواح الخشبية والدسر وقد سمى الله السفينة بيتا على لسان نوح(ص) حيث قال:
أن السفينة كانت بيت نوح(ص)وفى هذا قال سبحانه:
"رب اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا "
أنواع البيوت:
تنقسم البيوت من حيث الثبات والحركة لنوعين :
الأول البيوت الثابتة والثانى البيوت المتنقلة مثل الخيام المقامة من جلود الأنعام وفى هذا قال سبحانه:
"والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم "
وتنقسم من حيث السكن لنوعين :
الأول البيوت المسكونة التى يقيم بها البشر باستمرار وفى هذا قال سبحانه:بسورة الطلاق "أسكنوهن من حيث سكنتم "
الثانى البيوت غير المسكونة وهى البنايات التى يدخلها الناس لدقائق أو ساعات قليلة كالمساجد والمحلات وفى هذا قال سبحانه:
"ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم "
تقسيمات البيت :
قسم الله البيت إلى حجرات وفى هذا قال سبحانه:
"إن الذين ينادونك من وراء الحجرات "
ولتلك الحجرات سقف ترفع جدران الحجرات ويلوم البيت المعراج وهو السلم للصعود فوق سقف البيت ويلوم البيت أبواب والمقصود فتحات لدخول الناس وخروجها وكذلك لدخول الهواء وأشعة الشمس كما يلوم البيت وجود سرر وهى أرائك النوم والجلوس كما يلزم البيت زخرف والمقصود الأشياء التى تجمل البيت من ملاط -أى لياسة أو غفق بلغة هذه الأيام-وبلاط وغيرها وفى هذا قال سبحانه:
"ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا "
حجرات البيت لابد أن يكون فيها حجرة مستقلة للزوجين وحجرة مستقلة للبنين وحجرة مستقلة للبنات وإن وجد ملك يمين لابد أن يكون لهم حجرة للرجال وحجرة للنساء والسبب وجوب استئذان الأطفال وملك اليمين قبل الدخول على الزوجين فى الأوقات الثلاثة المحرم الدخول عليهم فيها وفى هذا قال سبحانه:
"ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم"
وهذا بالإضافة لحجرة الجلوس وحجرة نوم الضيوف ومعهم المطبخ والحمام وهى ضروريات أى بيت فى الإسلام ومن ثم فأى بيت فى بلاد المسلمين لابد أن يحتوى على الأقل على أربع غرف نوم وحجرة داخلية للجلوس وحجرة خارجية لجلوس الضيوف وحمام لأهل البيت فى الداخل وحمام للضيوف بجوار حجرة نومهم والمطبخ فى أخر البيت وهذا يعنى ألا تقل مساحة البيت عن مئتين وثمانين ذراع وبمقياس المتر المعاصر 130 متر
أحكام البيت :
ألأول الاستئناس وهو طلب الإذن لدخول البيت وإلقاء السلام عند السماح بالدخول وفى هذا قال سبحانه:
"يا أيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها "
الثانى حرمة دخول البيت من ظهره وهو سطحه ووجوب الدخول من الباب الخارجى وفى هذا قال سبحانه:
"وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وآتوا البيوت من أبوابها "
الثالث إذا لم يجد المسلم أو الكافر فى البيت أحد والمقصود رجل فعليه ألا يدخل البيت إلا إذا كان أحد رجال البيت سمح للنساء باستقبال المسلم أو الكافر لأداء مهمة وظيفية فى البيت كإصلاح شىء فاسد أو الكشف على مريضة او مريض أو أداء واجب مثل كتسليم أمانة أو طلب الرجل من النساء أن يبقين الرجل فى البيت حتى عودته فى حجرة بمفرده أو مع الأطفال وفى هذا قال سبحانه:
"فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم "
الرابع على من يدخل البيت من أهله رجالا أو نساء ان يلقى السلام على الموجودين فى الداخل وفى هذا قال سبحانه:
"فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة "
الخامس يجب على ملك اليمين والأطفال قبل وصولهم سن النكاح وبعد بلوغهم سن النكاح أن يطلبوا الإذن بالدخول على الزوجين من الزوجين فى ثلاث أوقات هى :
قبل صلاة الفجر ووقت الظهيرة ووقت بعد صلاة العشاء والسبب كى لا يشاهدوهم وهم عرايا أو فى حالة جماع وفى هذا قال سبحانه:
"يا أيها الذين أمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض "وقال "وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستئذنوا "
السادس ألا يترقب الزائر مسلما أو كافرا وهو جالس فى حجرة الجلوس نضج طعام طالما لم يدعه أهل البيت لأكل الطعام وفى هذا قال سبحانه:
يا أيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه"
السابع على المدعو لتناول الطعام فى البيت ألا يدخل البيت الداخلى وأن يظل فى الجزء الخارجى للبيت وهو حجرة الجلوس وحجرة نوم الضيوف وحمامهم والمباح له أن يطلب من نساء البيت الطعام من وراء حجاب أى ساتر أى جدار أو باب مقفل أو ستارة قماشية غي شفافة وذلك حتى لا يرى عورات نساء البيت وفى هذا قال سبحانه:
"وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن "
الثامن أن ينصرف المدعو لتناول الطعام من البيت عند الانتهاء من الأكل ولا يقعد للحديث والسبب هو أن الحديث الطويل يؤذى أهل البيت وفى هذا قال سبحانه:
" ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق "
التاسع أن الأكل من بيت وهو سكن الإنسان أو بيوت أقاربه مباح إذا أصيب بمرض أو عاهة تعجزه عن الكسب سواء كان الإنسان يأكله بمفرده أو يأكل مع الجماعة وفى هذا قال سبحانه:
"ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت أبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت اخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا"
بيوت الله :
أول بيت وجد فى الأرض هو البيت الحرام المبارك فى بكة وفى هذا قال سبحانه:
"إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا "
وبيت الله مثابة وآمنا والمراد مكان أمن للخلق والمقصود مكان لدوام حياة الخلق فيه وفى هذا قال سبحانه:
"وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وآمنا "
وقد طلب الله من المسلمين رفع وهو بناء البيوت والمقصود المساجد والسبب حتى يذكر اسم وهو وحى الله فيها وفى هذا قال سبحانه:
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
وواجب المسلمين نحو البيوت أى المساجد هو عمارتها والمراد صيانتها أى الحفاظ عليها بالنظافة والترميم وغير ذلك وفى هذا قال سبحانه:
"إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الآخر"
تخريب البيوت:
أباح الله للمؤمنين فى القتال تخريب بيوت الأعداء وقد أخبرنا أن اليهود خربوا بيوتهم بأنفسهم وأيدى المسلمين وفى هذا قال سبحانه:
"يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين "
أهل البيوت :
أطلق الله على نساء النبى (ص) اسم أهل البيت والمقصود سكان البيت وفى هذا قال سبحانه: "ليذهب عنكم الرجس أهل البيت "
وكذلك سمى امرأة إبراهيم(ص) حيث قال:
"قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت"
معجزو البيت من زخرف:
بين الله أن كفار قريش طلبوا من الرسول(ص)آية والمقصود معجزة هى أن يكون له بيتا من زخرف والمقصود مسكن مبنى من الذهب وفى هذا قال سبحانه:
"أو يكون لك بيت من زخرف "
بيوت المنافقين عورة:
بين الله أن المنافقين زعموا أن بيوتهم وهى مساكنهم عورة والمقصود ظاهرة للعدو بحيث يحتلها ويستولى عليها وهى ليست عورة وفى هذا قال سبحانه:
"يقولون إن بيوتنا عورة وما هى بعورة "
بيوت الأنواع الأخرى:
بين الله أن لكل نوع من المخلوقات بيوت أى مستقرات ومستودعات وفى هذا قال سبحانه:
"وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها"
ومن تلك البيوت بيت العنكبوت وهو أوهن البيوت لمن احتمى به من الأنواع الأخرى وفى هذا قال سبحانه:
"كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت "
ومنها مساكن النمل وفى هذا قال سبحانه:
"قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم "
ومنها بيوت النحل وهى موجودة فى الجبال أو فى الشجر أو البيوت الصغيرة التى يصنعها البشر لها وفى هذا قال سبحانه:
"وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال ومن الشجر ومما يعرشون "
بقاء بيوت الأقوام الكافرة لعهد النبى(ص)
بين الله أن بيوت وهى مساكن عاد وثمود كانت باقية حتى زمن وجود محمد (ص)يراها الكفار حتى يتعظوا بما جرى لهم من هلاك وفى هذا قال سبحانه:
"وعادا وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم "
وبين الله أن الكثير من مساكن وهى بيوت الكفرة الهالكين كانت موجودة زمن محمد(ص) يسير فيها الكفرة وفى هذا قال سبحانه:
"أو لم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون فى مساكنهم "
وبين الله أن بيوت وهى مساكن الكفرة الهالكين لم تسكن من بعدهم إلا قليلا والمقصود أنها الناس لم يسكنوا فى تلك المساكن إلا مرات قليلة وفى هذا قال سبحانه:
"وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا "
البيوت فى قصص الوحى:
بين الله أن عاد بنوا بكل ريع آية والمقصود حصن وبكلمة أخرى مصنع والسبب أن يحتموا من الموت فيه طمعا فى الخلود وفى هذا قال سبحانه: "أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون "
بين الله أن ثمود بنوا بيوتهم وهى مساكنهم أى قصورهم من حجارة الجبال التى كانوا ينحتونها والمقصود يقطعونها ويحضرونها للوادى وفى هذا قال سبحانه:
"وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين "
أمر الله موسى (ص) وهارون (ص)أن يختارا لقومهما بيوتا والمقصود مساكنا ليسكنوا فيها بمصر وأن يجعلوا فى بيوتهم قبلة والمراد يصنعوا فى كل مسكن مصلى والمراد مكان للصلاة وفى هذا قال سبحانه: "وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة "
وبين الله أن فرعون أمر هامان أن يبنى له صرحا والمقصود مبنى سلمى من الطين الموقد عليه النار وفى هذا قال سبحانه:
"وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى فأوقد لى يا هامان على الطين فاجعل لى صرحا لعلى أطلع إلى إله موسى "
وبين الله أن الشياطين وهم مردة الجن كانوا يعملون عند سليمان(ص)بناءين يبنون له ما يريد من المنافع للناس له وفى هذا قال سبحانه:
"والشياطين كل بناء وغواص "
وقد بين أن كفار الجن بنوا لسليمان(ص)صرح والمقصود مبنى معمول من القوارير وهى الزجاج الشفاف مما جعل ملكة سبأ تنخدع وتظن أنه ماء وفى هذا قال سبحانه:
"قيل لها ادخلى الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير "
طلب بيت فى الجنة:
بين الله أن امرأة فرعون دعت الله أن يبنى لها بيتا فى الجنة والمقصود أن يجهز لها مسكنا فى جنة الآخرة وفى هذا قال سبحانه:
"امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لى عندك بيتا فى الجنة"