خواطر حول مقال لمحة عن الجرافولوجى
بدأ المقال بكلام متناقض عن خطوط اليد وهذه الخطوط التى تستخدم فى التنجيم كانت الخطوط فى كف اليد 18 و81 وتفرعاتها ولكنه دخل فى موضوع مخالف وهو موضوع كتابة الكلمات أى خط الإنسان فى الكتابة حيث قال:
"ظاهرة تحليل الشخصية بدراسة " خطوط اليد " كانت معروفة في البشرية منذ زمن بعيد غير أن الرؤية العلمية وإلى عهد قريب كانت تصنف هذه المسألة ضمن الأعمال التي هي أشبه بالتنجيم .. !!
ذلك أن أصحاب الرؤية العلمية يذهبون إلى كونها لا تقوم على أساس علمي من شأنه يستدعي الاهتمام.
إلا أن تطورا جديدا قد برز في السنوات الأخيرة معدلا لهذه الرؤية لدى الهيئات العلمية والمخابراتية وغيرها.
فجعل من ظاهرة دراسة الخطوط من المسائل المبوأة للصدارة ومزيدا من الاهتمام العالمي لتعد فرعا علميا جديدا قوامه البحث والمنطق ... !!
ومن العوامل التي عززت تحليل الشخصية عبر دراسة الخطوط، ظهور خبراء في الخطوط متخصصين في دراسة عناصر شخصية صاحب الخط ... !!"
وهذا الكلام من الكاتب أنه علم تستخدمه جهات معينة هو ضرب من ترويج الفساد الذى يشيعه الغرب فلا يمكن أن تعرف شخص من خلال كتابته للكلمات لأنك بهذا تنفى أن تعرف شخصية الأمى الذى لا يعرف القراءة والكتابة
والحقيقة أن معرفة الشخصية تكون من خلال أمور متعددة وليس أمر واحد ولذا قال سبحانه :
" ولتعرفنهم فى لحن القول"
فهنا المنافقون يعرفون من خلال الكلام الغامض الذى يستعملونه فيما بينهم ليفهموا بعضهم البعض وتبقى المعرفة بعيدة عن المسلمين أو عن الآخرين ومن صفاتهم الأخرى الهرب من القتال وظهور الخوف فى أعينهم واستخدام الشتائم كما قال سبحانه:
"قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت تدور أعينهم كالذى يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم "
وذكر صفات أخرى كالكسل عن الصلاة وغيرها
ومن ثم لا يمكن أن تعرف شخصية أحد من خلال كتابته الخطية وحده وقد روج الكاتب لذلك حيث قال:
"أولا) - الشركات الأمريكية والعناية بالخطوط:
نمت ظاهرة دراسة الخطوط قصد الكشف عن خصال الشخصية بشيئ مذهل في الولايات المتحدة الأمريكية، ففيها الآن ما لا يقل عن ألفي شركة تستفيد من تحليل الشخصية عبر دراسة خط اليد ... !!
والملفت للنظر أن هذه الطريقة أضحت عاملا بارزا عند النظر في طلبات الترشيح للوظائف، فيلجأ لأخذ عينة من خطوط الكتابة وتحليل ما يلي:
1 - أسلوب الكتابة.
2 - وضوح حروف الكتابة.
3 - تداخل الكتابة بعضها في بعض ... !!
4 - طريقة وضع النقاط اللازمة فوقها مباشرة أو بعيدا عنها أو إهمالها أحيانا ... !!
تقييم الخبير:
يتدخل الخبير بعد دراسة هذه العناصر برسم فكرة جيدة عن خصال وشخصية صاحب الخط من زوايا عدة:
1 - قدرة اتخاذ القرارات والمواقف الحاسمة.
2 - الثقة بالنفس.
3 - الهمة والحماس في العمل.
4 - اتزان الشخصية.
إلى غير ذلك من العناصر التي تهم صاحب العمل ويريد تسليط الضوء عليها ومن شأنها أن تؤهل المرشح للفوز بالوظيفة سواء في سلك المدراء أو المسئولين ... "
وكل هذا الكلام من الكاتب الهدف هو ايجاد وظائف زائفة فى المجتمع فليست كثرة الشركات فى هذا المجال دليل على فائدتها وهى لا تفيد فى كون صاحب الخط متقن للعمل أم لا وعلى حد علمى لا أحد يستخدم الخط فى أوربا ولا أمريكا كى يوظف الناس خاصة أن الكتابة على الحواسب محت ذلك الكلام وإنما همهم هو الاستفادة القصوى من الموظف لتزويد الأرباح ومن ثم لا يهمهم كون الموظف شخص عادى أو مجرم أو مزور أو غير هذا فالمهم هو زيادة الأرباح لأن القانون على حد علمى يلزم الشركات والمؤسسات بتوظيف عدد معين من المجرمين منعا لعودتهم إلى الاجرام
واستدل الكاتب بعناية الألمان والشرطة الأمريكية بالخطوط حيث قال :
"ثانيا) - المؤسسات الألمانية والعناية بالخطوط:
يقول "ستيفن " خبير تحليل الخطوط، الذي يعمل في مدينة "لويزفيل" بولاية "كنتاكي" الأمريكية أن 85% من المؤسسات الكبرى بألمانيا الغربية تستعين بهذه الطريقة الآن ... !!
الشرطة الفيديرالية الأمريكية والتعامل بالخطوط:
من الأشياء الملفتة للنظر أن مكتب المباحث الفيدرالي الأمريكي " اف بي آي " أضحى أشد تمسكا من أي وقت مضى بمسألة الخطوط فلجأ إلى طريقة تحليل عينات من الخطوط، خاصة الرسائل المشتملة على " التهديد والابتزاز ". ومن خلال هذه العينات المدروسة من خطوط الرسائل، يستطيع المسئولون أن يستنبطوا جملة من النتائج:
1 - مدى جدية تهديد صاحب الرسالة عند الإحجام عن تلبية طلباته ... !!
2 - حالة صاحب الرسالة النفسية ... !!
وفي رأي الخبير "ستيفن" أن الكتابة عملية معقدة تتطلب التنسيق بين الأعصاب والعضلات والأفكار ... !! وبذلك تعكس كامل الشخصية. ويدعي الخبراء أن الشخص مهما حاول أن يخفي أسلوب خطه الحقيقي، فإن خبرة الخطوط التي ينجزها الخبير كفيلة بإيجاد ما يدل على رسم ملامح شخصية صاحب الخط ووضع حالته النفسية عند كتابته للرسالة ... !! غير أنه ما يمكن التأكيد عليه هو أن الخط الجميل ليس بالضرورة صاحبه يتسم بالصفات الذهنية الحميدة، على اعتبار أن كثيرا ما يكون أصحاب الخطوط الرديئة غير الواضحة دلالة على توفر عنصر الذكاء عندهم ... !!"
وكل ما ذكرهالكاتب ليس بدليل على شىء فكم حكمت المحاكم على أبرياء بسبب تشابه الخطوط وتشابه غيرها وقضوا سنوات عمرهم فى السجون وأخرهم رجل قضى أربعين سنة ظلمة بسبب التشابه ورفض بعد مرور المدة الخروج من السجن الذى دخله شابا وصار شيخا عند الخروج منه
الخطوط تتشابه بين العديد من الناس وخير من يعرف هذا هم المعلمون وليس خبراء الخطوط المزعومين فالمعلم الذى يقضى عشرات السنوات فى تعليم مئات وآلاف التلاميذ هو الخبير الوحيد الذى يعرف أن خطوط التلاميذ تتشابه والمعلمون يعرفون أنهم أنفسهم خطوطهم تختلف باختلاف السنوات رغم أن الشخص واحد
وانتهى الكاتب إلى نتيجة كاذبة يريد أن يجعلها حقيقة وهى :
"وهكذا نخلص إلى القول أن مسألة دراسة وتحليل الخطوط أضحت محل اهتمام عالمي ومدخلا من مداخل التعرف عن خصال الشخصية .... !!
ومهما كانت نسبة النتائج المحققة بين النجاح والإخفاق فإن تحليل خصال الشخصية عبر خط اليد ارتقى مراقي الاهتمام وكفرع تخصصي في إبراز أغوار شخصية الكائن الإنساني ... !!
إلا أن مساعي الخبرة التخصصية لا يمكن القول عن نتائجها أنها معبرة في الحقيقة عن كل حقائق الشخصية الإنسانية بحال من الأحوال ..... "
والحقيقة فى مجال الخطوط كما يراها المعلمون فى المرحلة الابتدائية هى :
أن خط الإنسان الواحد يتشابه فى مدة زمنية كعقد عشر سنوات وبتقدم العمر يختلف الخط
أن خط الطفل يختلف كل سنة من الصف الأول حتى الصفوف المتأخرة مع كونه شخص واحد فلو جلب كل واحد منا كراسات ابنه ونظر فى خطه فى الصف الأول سيجد أنه مختلف عن الصف الثانى مختلف عن الصف الثالث وهو كلما تقدم فى الصف كلما تحسن خطه فى معظم الأحوال وليس فى كلها
أن خط الفرد يختلف حسب حالته النفسية فعند الخوف مثلا لا تكون الحروف حسنة وتشعر باهتزاز الخطوط وعدم استقامة الأطوال وعند الطمأنينة تثبت الحروف وتستقيم الأطوال
ان بعض الأفراد نتيجة معرفتهم بخطوط أكثر كالنسخ والرقعة والأندلسى والكوفى وغيرهم لا يمكن أن نعرف خطه لأنه يكتب بأشكال متعددة
لو راجعنا ما يسمى بدفاتر الحضور والانصراف فى مجموعة من المصالح سنجد أنه لا يمكن أن ينطبق شكل اسم الفرد على ما كتبه فى اليوم التالى إلا فى قليل من الأحوال
الفائدة الوحيدة المعروفة من هذا العلم هى :
معرفة المزورين ومع هذا قد يكون رأى الخبير خاطىء وتوقع العقوبة على برىء