ملك اليمين فى كتاب الله
المعنى الأشهر لملك اليمين هو :
الرقيق وهم العبيد والإماء
والكلمة فى كتاب الله أحيانا ترد بمعانى متعددة مثل :
السماء فهى تطلق على الجزء الثانى المبنى من الكون مع الأرض وهو ما فوقها من الطبقات كما قال سبحانه :
" الذى جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء "
كما تطلق على السحاب كما فى قوله سبحانه :
"وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم"
وملك اليمين وردت فى كتاب الله بمعنيين غفل معظم المفسرين عن المعنى الأول منهما وهو :
ملك اليمين بمعنى الزوجات فكل آية ورد فيها ذكر الأزواج وهن الزوجات وجاء خلفها ما ملكتم ايمانكم ليس لها معنى سوى الزوجات
السؤال لماذا ؟
الإجابة لو قلنا كمعظم المفسرين أنهن الإماء أى السرارى لناقض القرآن بعضه بعضا فقوله سبحانه :
"ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات"
ساعتها طبقا لتفسير معظم المفسرين سيكون أن من حق المالك أن يجامع الفتاة وهى الأمة مع زوجها دون مانع لأن الله نفى اللوم عن الملاك حسب كلام معظم المفسرين كما فى تفسيرهم لقوله سبحانه :
"والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون"
والرجل الذى يسمح بأن يجامع زوجته غيره أيا كان حرا أو عبدا يسمى الديوث
ومن ثم لا يمكن أن يفسر ملك اليمين فى كل آية سبقها ذكر الأزواج سوى بأنهن الزوجات وسمين بهذا الاسم لأن الميثاق ميثاق الزواج هو اليمين وقد ذكر الله أن من الوارثين للتركة الذين عاقدت الأيمان حيث قال :
"ولكل جعلنا موالى مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فأتوهم نصيبهم "
فالورثة هم الوالدان والأقربون وهم الأولاد بنين وبنات والاخوة ولا يتبقى من الورثة سوى الزوجات وهن الذين عاقدت أيمان الرجال
قد يقول ولكن التعبير الذين عقدت مذكر والجواب وماذا تكون كلمة أزواجهم وهى مذكر فى الآيات مثل:
"والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم"
وعبر عن الزوجة بكلمة الزوج وهى مذكر فى قوله:
"وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج "
والمعنى وإن أردتم تغيير زوجة مكان زوجة
انتهينا هنا من المعنى الأول لملك اليمين وهن الزوجات فى كل آية ذكر بعدها ما ملكتم ايمانكم
وأما المعنى الثانى فهو الرقيق وهن العباد أو العبيد والإماء وهو المعنى المعروف
تاريخ الرقيق :
فى كتاب الله ذكر الله أن يوسف(ص) تعرض للرق وهو طفل ومعناه أن يكون الإنسان سلعة تباع وتشترى
أسر يوسف(ص) والأسر ليس فى الحرب وحدها كما قال سبحانه :
" وأسروه بضاعة"
وقد باعه السيارة كما قال سبحانه :
"وباعوه بثمن بخس دراهم معدودة "
واشتراه عزيز مصر كما قال سبحانه :
"وكان الذى اشتراه من مصر"
إذا معنى الرق أن يكون البشر سلعة كأى سلعة تباع وتشترى ويتصرف مالكها فيها كما يشاء
بالطبع فى الرق عند الكثير من الشعوب الرقيق يفعل به المالك وأقاربه ما يحبون ومن ذلك الزنى معه أو اغتصابه وهكذا رأينا امرأة العزيز تعرض على يوسف (ص) الزنى معها " وغلقت الأبواب وقالت هيت لك"
ومع انكشاف أمرها لزوجها والرجل من أهلها إلا أنها أصرت على أن يزنى يوسف (ص) بها وإلا ستسجنه أو تعذبه وفى هذا قال سبحانه :
"قالت فذلكن الذى لمتننى فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما أمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين"
والرقيق فى الإسلام لا يكره على فعل معصية أو غير معصية ولذا رفض يوسف (ص) الزنى ودعا ربه طالبا السجن حيث قال:
"قال رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم"
والمستنتج من القصة أن المالك سجنه دون جريمة ارتكبها كما قال سبحانه:
" ثم بدا لهم من بعد الآيات ليسجننه حتى حين"
إذا المالك فى تلك الدولة فى مصر تصرف كيفما شاء فى الرقيق دون مراعاة العدل
والحالة الثانية هى أخو يوسف(ص) كما يزعمون حيث استخدمه يوسف (ص)نتيجة السرقة التى اتفق معه عليها وفى هذا قال سبحانه:
"فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية فى رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون"
وقد أقر القوم أنهم يعاقبون السارق بأخذه وهو استخدامه أى جعله رقيق حيث قال سبحانه:
"قالوا تا الله لقد علمتم ما جئنا لنفسد فى الأرض وما كنا سارقين قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد فى رحله فهو جزاؤه كذلك نجزى الظالمين"
وبالطبع لم يأخذ يوسف (ص) أخاه فى دين الملك إلا بأمر الله والمقصود أنه لم يعاقب أخاه حسب حكم الدولة إلا بعد أن أباح الله ذلك له كيدا أى عقابا لاخوته حيث قال :
"كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه فى دين الملك إلا أن يشاء الله"
وكان الاسترقاق هو عادة الدول والأقوام فقد جاء خاتم الأنبياء (ص) والعالم ملىء بالعبيد والإماء
ونجد أن فرعون وقومه اتبعوا سياسة الاستحياء وهى سبى نساء بنى إسرائيل كما قال سبحانه :
"وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم"
تغيير أحكام الرقيق:
عندما أتت الرسالة الأخيرة كان النبى(ص) يعيش فى مجتمع كافر لا يمكن أن يحرم الله فيه الرق كليا والناس لم يؤمنوا ولم يكن للمؤمنين دولة فيه ومن ثم أصدر الله أحكاما تقلل من الرق وتحسن من معاملة الرقيق وهى :
الأول طلب من المؤمنين المسلمين فك وهو عتق الرقاب إن قدروا على اجتياز تلك العقبة حيث قال :
"فلا أقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة "
الثانى اطعام الأسرى والمقصود الانفاق عليهم فى المأكل والمشرب وفى هذا قال سبحانه :
"ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا"
الثالث جعل الكفارة الأولى للعديد من الذنوب عتق الرقيق وهى الرقاب فقال مثلا فى كفارة الظهار:
"والذين يظاهرون من نساءهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به"
وقال فى كفارة القتل الخطأ :
"وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة"
وقال فى اليمين المحنوث به :
"لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته عشرة مساكين من أوسط مما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة"
الرابع لا يوجد جماع للإماء دون زواج وفى هذا قال سبحانه :
"ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وأتوهن أجورهن بالمعروف"
الخامس زواج الأحرار من الإماء المسلمات والعبيد المسلمون من الحرات كما قال سبحانه:
"وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم"
وكان المثال الواضح هو زواج زيد العبد السابق من المرأة التى طلقها فيما بعد وهى حرة وهى زينب بنت جحش
وعندما هاجر النبى(ص) وبدأت الدولة المسلمة فى الوجود كان فيها شركاء من أهل الأديان الأخرى أصدر الله أحكاما تحد من الرقيق فى المجتمع المشترك وهى :
1-جعل فى الصدقات وهى الزكاة مصرف أى سهم لشراء العبيد وتحريرهم حيث قال :
"إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب"
2-أمر ملاك العبيد والإماء أن يكاتبوا من يريد التحرر من الرقيق إن علموا منهم خيرا والمراد إسلاما وفرض عليهم أن يعطوهم مال التحرير من أموال الملاك حيث قال :
"والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وأتوهم من مال الله الذى أتاكم"
وأنهى الله تماما أخذ الرقيق فى الحرب حيث أوجب إطلاق سراح جميع الأسرى بعد انتهاء الحرب بمقابل مالى وهو الفداء أو دون أى مقابل مالى وهو المن حيث قال :
"فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثختنموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها"
وخفف الله بعض العقوبات على الإماء والعبيد نتيجة تخفيف المهر فجعل عقاب الزناة منهن نصف عقاب الأحرار والحرات حيث قال :
" فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب"
وبهذه الطرق التدريجية أنهى الله على الرق فى الدولة الإسلامية تماما لأن لو طالب الأغنياء بالتخلى الفورى عن الرقيق فسيحدث نفس ما حدث فى الولايات المتحدة عندما صدر قرار تحرير العبيد الفورى وهو قيام حرب أهلية استمرت خمس سنوات قتل فيها مليون أمريكى تقريبا منهم 750 ألف جندى ومع أن كل دول العالم الحالية أصدرت كل منها فى تاريخ مختلف قانون بتحريم الرق إلا الرق ما زال موجودا فى مختلف دول العالم تحت مسميات مختلفة فما زالت الإماء موجودة فى دول الخليج ودولة بروناى تحت اسم ملك اليمين وأما بقية دول العالم فالرق موجود فيها تحت مسميات مختلفة كعقود اللاعبين واللاعبات الرياضيين وعقود الفنانات من ممثلات وراقصات ومغنيات وهناك رق الدعارة فى الولايات المتحدة حيث يقوم قواد النساء بوشمهن على أجسامهن بعلامة تشبه وسم الأنعام قديما تدل على أنهن ملكية خاصة له وما زالت دول شبه القارة الهندية الهند وباكستان وبنجلاديش الرق موجود فيها فى المصانع والمزارع التى يعمل فيها القصر
والغريب أن السعودية لا تخفى الرق ففى عقد لاعب الكرة رونالدو الذى لم يتزوج عشيقته رغم انجاب أطفال منها كتبوا أنها ملك يمينه حتى لا يعاقبوه على زناه وزناها ويسمحوا بدخوله البلاد والزنى فيها والغريب أن فى عقد كريم بن زيمه الزانى الذى يعيش مع عشيقته الزانية سيكتب عنها أنها ملك يمينه وكأن الله تعالى عن ذلك يضحك عليه
والتحريم الفورى للرقيق لا يراعى أن الاقتصاد الذى كان قائم على عمل العبيد سينهار ولا يراعى أن نفسية الملاك لا تقبل أن يتساوى معها من كان عبد لها كما أنه لم يدع فرصة للملاك كى يبحثوا عن حل مشكلة وجود عمالة بديلة للعبيد ونتيجة الاذلال الذى كانوا فيه فى الولايات المتحدة فإن معظم العبيد وأسرهم عندما صدر قرار التحرير لم يبقوا فى أماكنهم التى ذلوا فيها وعملوا على تركها لينسوا التاريخ الأسود ومن ثم كان رد الفعل عنيفا من الملاك ولو عاد المؤرخين لتلك الفترة فسيجدون أن ألاف مؤلفة من العبيد قتلوا بسبب تركهم أسيادهم القدامى وأن قتلى تلك الحرب بين مؤيدى التحرير ومعارضيه كان عددا كبيرا وحتى بعد انتصار المؤيدين قتل البيض المعارضين الكثير من السود
ولم ينه قرار التحرير فى الولايات المتحدة العبودية تماما فقد ظلت أشكال كثيرة منها موجودة فى ولايات الجنوب ومن ثم ظهر مارتن لوثر كينج ومالكوم إكس كزعماء للسود مطالبين بالمساواة التامة من خلال حركة الحقوق المدنية وظهرت جماعة الكوكلس كلان لقتل السود وكل من يقف معهم فى الولايات المتحدة
ومن ثم من يعيبون على الإسلام عدم تحريم الرق كليا مرة واحدة عليهم أن يعيبوا أولا على من كانوا قبل الرسالة وأوجدوا الرق وأن يحمدوا الله أنه حرمه تدريجيا مع أنه أعلن تحريمه بقوله " إنما المؤمنون اخوة"
ولكن الاجراءات وهى الأحكام كانت تعالج الوضع دون أن تحدث خسائر أكبر فى الأرواح وفى الممتلكات
هل كان للرسل (ص) إماء؟
افترى المفترون على الرسل (ص) أنهم كان لديهم إماء يجامعونهم دون زواج ومن ذلك :
أن سليمان(ص) كان لديه مئات السرارى وهن الإماء وأنه اراد جماع مائة منهن فى ليلة واحدة ومن تلك الروايات:
" [1070/ 2819]- وقال الليث حدثني جعفر بن ربيعة عن عبدالرحمن بن هرمز قال سمعت أبا هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قال سلمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون)) (رواه البخاري)"
ودعونا نناقش الرواية :
أولا سليمان (ص) بشر وقد اعترف كل الرسل(ص) بأنهم بشر فقالوا كما حكى الله عنهم:
"قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم"
وقال الله فى خاتم النبيين(ص) على لسانه:
"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى"
إذا الفارق بين الرسل(ص) وبين بقية البشر فرق واحد وهو نزول الوحى ومن ثم لم يكن لأى رسول قوة جسدية زائدة
ثانيا :
لو افترضنا أن سليمان(ص) عنده القدرة الجسدية على جماع مائة امرأة متتابعات فلن تكفى أبدا ليلة لهذا فلو قلنا أن الجماع والاغتسال منه ولبس الملابس والسير من حجرة لحجرة يستغرق عشر دقائق لكل امرأة فمعنى هذا أنه يحتاج لألف دقيقة =17ساعة فى الجماع وهو ما يزيد على وقت الليلة ويدخله فى النهار والمعروف أن الإنسان تضعف قدرته كل مرة عن المرة السابقة ومن ثم فهو يأخذ وقت أكبر حتى يقذف فى المرة التالية وأيضا لم نذكر حاجته للأكل للتعويض عما يقذفه من منى
ثالثا الجماعة الذين قالوا نفس الكلام عن خاتم النبيين (ص) فى رواية:
- وحدثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا مِسْكِينٌ يَعْنِي ابْنَ بُكَيْرٍ الْحَذَّاءَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ هِشَامِ ابْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ * [رواه مسلم]
نسوا أن هناك رواية تقول أنه قسم الليالى كل ليلة ونهارها على امرأة وهى :
" حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُاللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - * (رواه البخاري)"
الروايتان متعارضتان ولا يمكن تصديقهما معا فهنا كل واحدة لها ليلة ومع هذا الأولى تقول أن بات عند كل واحدة جزء من الليل
الغرض من الكلام هو الاعتراف بأن خاتم الرسل(ص) بشر يبعدنا عن تلك الروايات المتعارضة
وبالطبع كل الروايات التى تقول أن خاتم الرسل(ص) أو أى رسول أخر كان لديه إماء يجامعهن بدون زواج هى روايات كاذبة تعارض كتاب الله فى أن الرسل(ص) جميعا لم يجامعوا سوى زوجاتهم ولم يكن لهم أى سرارى أى إماء كما هو مشهور عن إبراهيم(ص) ومحمد(ص) وسليمان(ص)والآية تقول :
"ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية"
فلو كان لديهم إماء يجامعهن بلا زواج لقال أزواجا وإماء
وأما قوله سبحانه :
"لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك "
فهو صريح فى تحريم النساء على النبى(ص) لقوله من بعد وجملة إلا ما ملكت يمينك تعنى زوجاتك التى عاقدت أيمانك فإلا هنا تفسير وليست استثناء لأن من قبلها حرم الزواج عليه من بعد وحرم عليه تبديل وهو تغيير الزوجات بالطلاق لأن الله جعلهن أمهات للمؤمنين فلا يجوز له طلاقهن كما قال " وأزواجه أمهاتهم"
والجماعة الذين أحلوا السبى سبى الكافرات عبر الحروب عبر روايات كاذبة يعارضون كتاب الله فلا يجوز جماع امرأة أمة دون زواج لقوله :
" فانكحوهن بإذن أهلهن"
المصيبة أنهم يجامعون كافرات مع أن الله حرمهن على المسلمين حيث قال :
"ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم"
المصيبة الكبرى أن اباحة السبى معناها أن الكفار كما يحل للمسلمين جماع زوجاتهم وبناتهم واخواتهم وهو غالبا بالاغتصاب يحل للكفار جماع زوجاتنا وبناتنا واخواتنا فى الحروب فما دمنا نستبيح أعراضهم فما الذى يمنعهم من استباحة أعراضنا ؟
والتاريخ الحديث يثبت لنا أن كفار الصرب لم ينسوا ما فعله الأتراك المسلمون بنسائهم من قرون ففعلوا بنساء المسلمين فى حرب البوسنة والهرسك السبى الذى فعله الأتراك
الغريب فى أمر الروايات أنهم نسوا أن النساء لهن ملك يمين أيضا كما قال سبحانه:
" "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهم أو اخوانهن أو بنى اخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن"
وطالما أن الرجل من حقه أن يجامع الإماء فمن حق زوجته أن يجامعها عبيدها الذين تملكهم لأن من يبيح هذا لابد أن يبيح ذلك فالقضية واحدة فإن كان هذا حرام فهذا حرام وهو حكم الله فالمرأة محرمة إلا على زوجها والرجل محرم إلا على زوجاته