التشبه بلباس النساء هل التنورة لباس نسائى؟
هناك اعتقاد خاطىء شائع فيما بيننا وهو أن ارتداء النساء للباس معين يجعله لباس نسائى
والحقيقة أن اللباس النسائى هو ما قرره الله كلباس للنساء وهو:
- الخمار وهو ما يسمى الطرحة والحجاب ...إلخ كما قال سبحانه:
" وليضربن بخمرهن على جيوبهن"
-الجلباب وهو ما يسمى الجلابية أو العباية ..الخ كما قال سبحانه :
" يدنين عليهن من جلابييهن "
ومن ثم يكون المتشبه من الرجال بالنساء فى اللبس هو من يرتدى تلك الملابس التى خص الله بها النساء وما عداها يكون ليس تشبها
ما عداها هو ما تعودنا فى مجتمعاتنا على أن نسميه ملابس نسائية وهو ملابس يصح أن يرتديها النوعين
سبب الكلام هو :
الصور التى تم نشرها للمطربين الرجال المفسدين أحدهما يرتدى تنورة أى جوب أى جيبة والثانى أو هو الشخص نفسه يرتدى قميص شفاف يكشف نصفه الأعلى
أما التنورة والمقصود الجيبة وتسمى فى اللغة العربية الإزار فقد ورد فى تعريفها فى كتب اللغة :
"الإزار: الإزار والمِئزَر: ثوب يُحيط بالنصف الأسفل من البدن، يذكر ويؤنث"
كتاب الافصاح فى فقه اللغة الباب السابع فى الملابس ج1 ص370
وقال :
"والإِزَارُ، بالكسرِ: ما يُلْبَسُ على النِّصْفِ الأَسفلِ من البَدَنِ يُعْقَدُ طَرَفاً على الوَسَطِ بين الحَقْوَيْنِ..وفي الحديث: (كَانَ يَأْمُرُنِي فَأَتَّزِرُ) "
كتاب الطراز الأول والكناز لما عليه من لغة العرب المعول ج7 ص27
وفى تلك الكتب أدلة على أن الإزار وهو التنورة لبس رجالى أكثر من نسائى ومن ذلك قول أحد الكتب:
" وقد ذهب أكثرهم في سبب ردته إلى إن أعرابياً من فزارة وطىء فضل إزار جبلة وهو يسحبه في الأرض بمكة، فلطمه جبلة" كتاب المفصل فى تاريخ العرب ج11ص222
وفى كتاب أخر ارتدى اللغوى النضر بن شميل إزار وهو قوله:
"قال النضر بن شميل : «كنت أدخل على المأمون في سمره، فدخلت يوما، وعلي إزار مرقوع، فقال لي: يا نضر ما هذا التقشف؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أنا شيخ، وحر مرو كما ترى، فأحببت أن أتبرد بهذه الخلقان» كتاب روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام ج1 ص482
ونقلت كتب اللغة إرتداء النبى(ص) والصحابة له ومن ذلك قول الكتاب السابق:
"وخرّج قول ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه وعليه إزار يقعقع، يعني جديدا، فقال: «من هذا»؟ قلت: أنا عبد الله، قال: «إن كنت عبد الله، فارفع إزارك»، قال: فرفعته، قال: «زد»، قال: فرفعته حتى بلغ نصف الساق» كتاب روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام ج3ص934
وقال كتاب أخر:
"وفي الحديث رأَيت أَبا هريرة عليه إِزار فيه عَلَقٌ قد خيَّطه بالأُصْطُبَّة حكاه الهروي في الغَريبين" كتاب لسان العرب ج1 ص523
موقف الناس من المطربين يرجع إلى النفور من ارتداء التنورة مع أن الكثير من الناس يؤجرون فى أفراح أولادهم رجل التنورة ليتفرجوا عليه عدة دقائق
الأغرب من هذا أن الحجاج والعمار يرتدون الإزار وهو الجيبة التى شاع أنها لباس نسائى
الأعجب هو أن كبار السن منا لم يكونوا يستغربون لباس بائع العرقسوس وهو يرتدى التنورة
الأعجب أن الصيادين فى السواحل المصرية الحالية كانوا يلبسون تنانير من نوع معين كانت تميزهم ولعل ذلك باقى فى فرق السمسية أو البمبوطية
والأغرب أن بعض الصوفية كالمولوية أتباع مولاهم جلال الدين الرومى يرتدون التنورة
والأغرب أن الرسوم التى يسمونها فرعونية تظهر الملك دوما هو يرتدى تنورة ونصفه الأعلى عارى
وعندما نعود إلى لباس بلاد المسلمين والكفار ستجد أن بعض الخليجيين كان أحد أزياءهم هو الإزار وهو الجيبة وأيضا أهل اليمن مشهورين بارتداء نفس اللبس وقد نقل اللباس إلى اندونيسيا عن طريق هجرة القبائل اليمنية إليها وأيضا أهل الصومال
ونجد أن هذا اللباس منتشر فى دول جنوب شرق ووسط آسيا كبوتان ونيبال والهند ومنغوليا وماليزيا
والعجيب أن التنورة هى الزى الرسمى الاسكتلندى والذى يحرص ملوك بريطانيا الرجال على لبسه فى حفلاتهم ومناسباتهم
وبناء على ما سبق فالإزار وهو الجيبة أو الجوب أو التنورة وهو ما اصطلحت النساء على أنه لبس نسائى هو لبس مشارك بين النوعين ولكن فى الإسلام يجب أن ترتديه النساء فى البيوت