الغيرة فى الإسلام
الغيرة هى شعور نفسى يعترى المخلوق يدفعه إلى ارتكاب فعل فى الغالب خطأ أو يدفعه إلى قول كلام خطأ
أنواع الغيرة :
الغيرة بين أفراد النوع الإنسانى:
الأول :الغيرة بين النوع الواحد:
وتكون بين فردين أو امرأتين أو طفلين أو طفلتين وفيما يروى من الروايات أن الرسول(ص) كان موجودا عند عائشة أم المؤمنين فأرسلت له زوجة ثانية صفحة فيه طعام قغارت عائشة فرفعن يدها فأطارت الطبق فقال النبى(ص) للحاضرين :
" غارت أمكم" ثم أمرها فأرسلت صفحة أخرى من عندها إلى زوجته التى كسرت صفحتها والرواية هى :
"كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فأرْسَلَتْ إحْدَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ بصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَيْتِهَا يَدَ الخَادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فجَمَع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الذي كانَ في الصَّحْفَةِ، ويقولُ: غَارَتْ أُمُّكُمْ ثُمَّ حَبَسَ الخَادِمَ حتَّى أُتِيَ بصَحْفَةٍ مِن عِندِ الَّتي هو في بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إلى الَّتي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وأَمْسَكَ المَكْسُورَةَ في بَيْتِ الَّتي كَسَرَتْ" رواه البخارى
هذه الغيرة سببها هو التنافس بين الاثنين فتجد الطرفين يشعر أنه بالنقص تجاه الطرف الثانى والمقصود يشعر أنه أحسن منه ولكى يساوى نفسه به يحاول أن يحرمه فى زعمه من تلك الزيادة فالزيادة فى الرواية كان أن الزوجة الثانية عندها ما ليس عند عائشة وكان فاكهة ومن ثم حرصت على افسادها على زوجها
وفى رواية أخرى غارت النساء الزوجات الأخريات من عائشة لأن الناس كما تقول الرواية كن ينتظرن يوم عائشة ليرسلن الهدايا لها بينما لا يرسلن لبقية الزوجات ومن ثم مبعوثة الزوجات التى أرسلنها لزوجهم الرسول(ص) قالت نساءك يسألنك العدل فى بنت أبى بكر والرواية هى :
3775- عن هشام، عن أبيه قال: «كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة، فقلن: يا أم سلمة، والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان، أو حيث ما دار قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم، قالت: فأعرض عني، فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها" رواه البخارى
إذا كان سبب غيرتهم حسب الروايات هو وجود زيادة عند عائشة ليست عندهن وهى هدايا الناس
كانت نتيجة الغيرة الأولى فعل غلط وهو كسر الصفحة وفى الثانية كانت النتيجة طلب عادل ولكنه مستحيل لأن الرسول (ص) لن يجبر أحد من الناس على أن يهدى أحد لا يريد أن يهديه هدية
وهذا النوع من الغيرة يسمونه غيرة تنافسية
الثانى الغيرة بين النوعين والمقصود غيرة الرجل على المرأة والمرأة على الرجل وهم يسمونها الغيرة على العرض
بالطبع واقعيا الغيرة لا تحدث فقط بين الأزواج والزوجات أو الحطيب وخطيبته ولكن تقع بين الزناة والزانيات
وفى الغالب تتعلق تلك الغيرة بأمر غير محرم وهو كلام رجل أخر للزوجة أو كلام امرأة أخرى للزوج والناتج هو عراك أى شجار بين الاثنين ينتهى غالبا عند الرجل بمنع المرأة من الحديث مع الرجال الآخرين وينتهى غالبا عند المرأة بتعريف زوجها أنها لن تقبل زواجه من أخرى والطرفين يحرمان ما أحل الله فالكلام فى الخير مباح بين الرجال والنساء
وفى أحوال أخرى تتعلق الغيرة بما يسمونه الدفاع عن الشرف فيقوم الرجل بقتل زوجته وعشيقها أو تقوم المرأة بقتل زوجها وزوجته او عشيقته ألأخرى
وهم يروون فى ذلك رواية تدل على تمكن تلك الغيرة الجاهلية من النفوس وهى رواية عن سعد بن معاذ وهى:
"عن المغيرة بن شعبة قال سعد بن عبادة: قال لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح عنه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتعجبون من غيرة سعد فوالله لأنا أغير منه والله أغير مني من أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن" متفق عليه
والرواية أساسا لا تصح لأسباب متعددة ؟:
أولها اتهام الرسول(ص) بأنه راض عن قول سعد رغم أنه مخالف للشريعة فى حكمها وهو :
وجوب إثبات الجريمة على المرأة بالشهود الأربع أو وجوب الملاعنة وهى حلفانه بالله على ثبات الخيانة خمس مرات أو ثبات المرأة على اثبات براءتها بالحلف الخماسى كما قال سبحانه:
"والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ويدروأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين"
ومن ثم الغيرة حتى لو كانت حالة زنى لا تستوجب قتل الزوجة والزانى معها وإنما تتطلب الاتزان النفسى وهو تعليم الله لنا الصبر عند المحن وعمل التصرف السليم
ثانيها وصف الله بوصف يشبهه بالخلق وهو الغيرة ولا يجوز أن نشبه الله بأنفسنا ولا أنفسنا به كما قال سبحانه:
" ليس كمثله شىء"
وقال :
" هل تعلم له سميا"
الغيرة فى حق الله اتهام له بالجهل لأن الزوج المخدوع لا يعلم بخيانة زوجته إلا عند مشاهدتها بينما الله يعلم كل شىء كما :
" إنه بكل شىء عليم"
فالله العالم لا يشبهه الإنسان الجاهل
وهو اتهام لله بأن الخلق يخدعونه كما تخدع الزوجة الزوج أو الزوج الزوجة والخداع فى حق الله نقص فالله لا يخدعه أحد كما قال :
"إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم"
أنواع الغيرة فى حكم الله:
ألأول الغيرة المباحة :
الغيرة المباحة عند الله هى أن من يشاهد أحد يعمل ذنبا أى خطيئة أى إثم أى سيئة ..... إلى أخر تلك الكلمات التى تعنى معنى واحد وهو عصيان الله عليه أن ينكر على عامل المنكر ويأمره بالمعروف ويقيم عليه مه المسلمين حكم الله وفى هذا قال سبحانه :
"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"
الثانى الغيرة المحرمة :
هى الغيرة من عصيان الله ولكن بعمل عمل لم يأمر به الله ومن أمثلة ذلك :
قتل الزوجة التى يدعى الزوجة خيانتها
أمر الزوج زوجته بعدم تكليم الرجال الآخرين فى حالة الضرورة
أمر الزوجة زوجها بعدم كلام امرأة أخرى مع جواز زواجه منها
غيرة الله :
قلت فى مناقشة عدم ثبات رواية غيرة سعد أنه لا يصح وصف الله بعيرة لأنه اتهام مباشر لله بالجهل واتهام له بجواز خداع خلقه له
ومن ثم أى رواية تتحدث عن تلك الغيرة لا تصح فلم يقل النبى (ص)منها أى قول لأنه لن يقول كلام ينتقص فيه من الذات الإلهية