خطبة المسلم على خطبة أخيه
من ضمن حالة الخبل التى نعيشها فى حياتنا نجد أن بعض ألآباء والأمهات وكذلك الأقارب أو الأباعد وهم يعلمون أن ابنتهم مخطوبة وأحيانا معقود عقدها وبلفظ أخر مكتوب كتابها ومع هذا يعملون على البحث عن زوج لابنتهم مع أنها عند الله متزوجة حتى ولو كانت مخطوبة كما قال سبحانه:
"حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتى أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نساءكم وربائبكم اللاتى فى حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما والمحصنات من النساء"
فالمحصنات من النساء هن المتزوجات سواء مدخول بهن أم لا وهن حرام زواجهم من أخرين وقد سمى الله الخطبة حيث لا مس ولا دفع مهر زواج وفيه طلاق وهو ما نضحك فيه على أنفسنا فنسميه فسخ الخطبة وهو قوله سبحانه:
"لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة"
المصيبة أن من يسير فى هذا الطريق لا يعلم أو يعلم أنه يرتكب جرائم متعددة :
أولها أنه من السحرة وهم الشياطين الذين يفرقون بين المرء وزوجه كما قال سبحانه :
" واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه"
فالأب أو الأم والخاطب الثانى حسب الآية يعملون كفرا ولو حاسبوا فى دولة العدل فيجب قتلهم لأنهم يسعون فى الأرض فسادا
ثانيها عصيان الله من قبل الخاطب أو الأب أو ألأم لأمر تحريم زواج المحصنة وهى المتزوجة المدخول بها أو غير المدخول بها وهى التى تسمى مخطوبة
ثالثها أنهم بهذا العمل يكونون قدوة سيئة للصغار الذين يعاصرون المشكلة ومن ثم يعلمونهم ما هو محرم على أنه مباح وهم يحسبون أن الأمر هين ولكنه عند الله لإثم كبير
إن أى تدخل فى مشكلة أسرية على غير أحكام الله هو كفر الغرض منها الإفساد فى الأرض وقد حدد الله خطوات حل أى مشكلة فى الزواج بالصلح أو انهائها بالطلاق
رابعها أنه خائن للعقد وهو ميثاق الزواج الذى عقده مع خطيب ابنته وكما قال الله :
" لا يحب الخائنين"
وبالطبع البحث عن عريس لفتاة مخطوبة أى متزوجة هو جريمة كبرى عند الله ومن استمر فيها رغم علمه بحرمة ذلك فقد كفر بدين الله حتى يتوب من تلك الذنوب
وكل من لديه مشكلة مع خطيب ابنته سواء رجل أو امرأة بين الله له الحل :
وهو أنه لا يحق له التدخل بين البنت وخطيبها إذا كانا راضين باكمال الزواج كما قال سبحانه :
"فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف"
وأما إذا كان هناك مشكلة لا يمكن حلها كما يتصورون فالحل الثانى واضح ولكن شرط موافقة المخطوبة على الطلاق الذى يسمى فسخا أو حلا وهو :
للفتاة نصف المهر سواء تم دفعه أو لم يدفع وسواء تم توثيق الزواج وهو كتابته أم لا طالما تم الاتفاق على المهر
للخطيب نصف المهر الأخر
ومن باب التفاضل بين المسلمين يحق للفتاة أو من عقد زواجها وهو الأب أو الأخ أو سواهما التنازل عن النصف الذى للفتاة للخطيب
وفى هذا قال سبحانه :
"وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح"
هذه هى الحلول وبعد الانتهاء من الطلاق يحق البحث عن زوج أى عريس اخر ولكن طالما الفتاة على ذمة رجل فلا يحق لأحد البحث عن زوج أخر
والخطيبة المطلقة أو المفسوخ خطبتها كما يحلو لنا ان نضحك على أنفسنا بتلك التسمية ليس عليها عدة كما قال سبحانه :
"يا أيها الذين أمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن "
ونصيحة لكل الناس وأنا منهم :
أى اتفاق لكتابة إيصالات أمانة أو شيكات بديلا عن المهر وكتابته على بياض أو حتى بالمبلغ هو خروج على الشرع ومن ثم لا يجب كتابتهم
ومن أحب اتفاق كهذا تهربا من شىء عليه أن يحضر شهود من خارج الأسرتين للشهادة على الاتفاق وهو أن تلك الإيصالات أو الشيكات بديل عن المهر حتى دفعه وليس ديون على الخطيب لوالد زوجته
بالطبع الناس يسمون ذلك حفاظا على حقوق البنت والحق أنه مخالفة للشرع لأنه لا يجوز لمن لا يملك المهر الزواج وهو حد الغنى النكاح وهو الزواج كما قال سبحانه :
"وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله"
فكل من يريد الزواج عليه قبل التقدم لأى بنت عليه أن يكون معه المهر وإلا فلا يتقدم لها لأن شرط الزواج وهو الخطبة هو :
وجود المهر
وبعض الشباب يتصور أنه عندما يتقدم لفتاة وهو ليس معه شىء إنما هو يحجزها لنفسه قبل أن يخطفها غيره وهو كلام باطل وللأسف الشديد فإن غالبية تلك الخطبات في عصرنا تنتهى إن لم يكن كلها تنتهى بالطلاق وهو الفسخ لأن الشاب غالبا ما يكون في سن التخرج أو قبل التخرج ولا يجد عملا وأيضا عليه أداء الخدمة العسكرية وكل هذا يعمل على سرعة الفسخ لأنه لم يعد مهرا ولم يعد بيتا
لا أقول هذا لكى ييأس الشباب الذين ليس معهم وإنما أقول لهم :
تخيل أن هذا خطيب اختك داخل طالع البيت سنوات ومع هذا لم يجهز ولا دفع المهر
بالطبع ستزهق منه وقد تتشاجر مع والديك بسبب طول المدة والتى أحيانا تتجاوز الخمس سنوات وفى حالة الغلاء التى نحن فيها ستكون عشر سنوات أو أكثر
إذا كنت لن ترضى عن هذا لأختك فلا ترضاه لغيرها
إن نضيع الكثير من أوقاتنا في مشاكل نحن في غنى عنها ونتسبب في كراهية بعضنا وأحيانا عداوة بسبب تلك الخطبات الطويلة والتى تنتهى غالبا بالفشل
كل من يفكر في الزواج عليه أن يجهز نفسه أولا ثم يتقدم للزواج