فى أصول التأليف والتحقيق
ابتلانا الله في هذا العصر بالنقلة عن الغرب في التأليف والتحقيق حيث نقلوا لنا ما أسموه أصولا فوجدنا من العيوب ما يلى :
أولا :
عند كتابة المراجع أو الهوامش نجدهم يقلبون اسم المؤلف فبدلا من كتابة مثلا :
محمد بن اسماعيل البخارى يكتبون :
البخارى محمد بن إسماعيل
والمفترض في الأسماء هو:
ذكر اسم الشخص أولا لأن لقب العائلة يشترك فيها الكثيرون كما أن اللقب قد لا يكون علما على أسرة وإنما على مكان الإقامة أو النشأة أو حتى المهنة أو شيء مميز في الشخص وهو ما يشترك فيه الكثيرون
ومن ثم الأعدل هو ذكر اسم الفرد خلفه اسمه والده كما قال سبحانه :
" ادعوهم لآباءهم "
ومن ثم لا يجب نسبة أحد إلا لوالده
وهذا الخطأ لا يقتصر على الغربيين وإنما نجده عند أهل الحديث فنجدهم يروون عن إسماعيل بن علية وعلية هي أمه وأما اسمه فهو :
إسماعيل بن إبراهيم بن سهم بن مقسم البصري
ونجد في بعض الروايات عمار بن سمية أو الزبير بن صفية بدلا من عمار بن ياسر والزبير بن العوام وهو عصيان لقول الله السابق
ثانيا :
نجد في تحقيق كتاب ما فهارس كثيرة مثل :
فهرس الآيات القرآنية
فهرس تخريج الأحاديث
فعرس تخريج الأشعار
فهرس أسماء الأشخاص
فهرس أسماء البلاد
فهرس التواريخ
....
وهو ما يدخلنا في طباعة كتاب أو كتب مع الكتاب أحيانا وأحيانا تزيد الفهارس على حجم الكتاب الأصلى وهو نوع من الإسراف والتبذير الذى حرمه الله حيث قال :
" ولا تبذر تبذيرا "
ومن ثم يجب الانصراف عن هذا الأمر تماما خاصة أن القارىء لن يستفيد شيء من معرفة رقم الآية أو رقم السورة أو حتى اسمها كما لن يستفيد شيء من معرفة من خرجوا الحديث وفى أي جزء وفى أي صفحة كما لن يستفيد أن يعرف أن البيت أو شطره ورد في كتاب كذا ص كذا من جزء كذا أو في ديوان كذا ص كذا ...
إنه نوع من التقعر الذى لا يوجد من خلفه أي فائدة
ثالثا :
المراجع وفيها يكتب المؤلف أو المحقق أسماء الكتب التي قرأها سواء نقل عنها أو لم ينقل باعتبار أن موضوعات الكتاب ذكرت فيها
والمفترض أن يكون المكتوب فقط هو من نقل عنه فقط وأحيانا نجد قائمة من عدة صفحات لا تفيد القارىء بشىء ولن يقرأها من لديه عقل لأن لا فائدة من قراءة أسماء كتب
والغريب ان المراجع المنقول عنها تذكر في هوامش الكتاب عند النقل منها فما هي الفائدة من تكرارها وطباعة أوراق لا تقرأ ولن يستفيد منها أي أحد ؟
لا فائدة
ولكنه التقعر والاسراف
رابعا :
في الرسائل الجامعية لابد أن تذكر الأبحاث السابقة ومضمونها ولابد أن تتبع رأى المشرفين على الرسالة باعتبارهم معلميك وأعلم منك وإلا فالويل لك فلن تحصل على الدرجة
وهو أسلوب يذكرنا بأسلوب الكفار :
"إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون "
ومن ثم نجد 99 % من الرسائل الجامعية هي مجرد تقليد للأساتذة والذين بدورهم هم مجرد نقلة عن الخارج وهو ما يقتل البحث العلمى قتلا بكل مجالاته
المفترض في تلك الرسائل هي أن تقدم شيئا جديدا وللأسف ليس هناك من جديد إلا في المخترعات أو أن تقدم رأيا نقديا حسب مقياس ثابت وهو مقياس أحكام الله ولكنك لن تجد شيئا من ذلك إلا نادرا لأن الكل تعود في المجتمع الجامعى على تقديس الأساتذة وأما إذا انتقدت كتابات أستاذك فأنت مفقود مفقود يا ولدى في الترقيات وقد تفقد وظيفتك أو تحول لمسار أخر
بالطبع المجتمعات الجامعية قائمة على أسس مستوردة ومن ثم لن تقدم نفعا للمجتمع والمفترض أن تكون قائمة على أساس واحد وهو :
" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "
فأى بحث المفروض أنه يقدم قول أو أقوال ويأتي عليها بالبراهين وليس مهما أنه ينقد فلان أو علان من الأساتذة ويخطىء أبحاثهم
نحن ندور مثلا في حلقة مفرغة من قرن أو يزيد في التعليم لسبب رئيسى وهو التقليد ومن المفترض في كليات التربية مثلا أن تقدم نموذجا تعليميا صحيحا ولكن الحادث هو أن المجتمع من خلال وزارات التعليم الجامعى وما قبل الجامعى يغير كل فترة من مناهج وقوانين التعليم ثم يعود ويطبق نظام قديم على أنه مستحدث باسم أخر فنجد التعليم الخلاق التعليم الفعال التعليم الابداعى ...
وكل وزير يخرج ويقول انه يطور في التعليم ومع هذا خرجنا من ترتيب التعليم العالمى وأصبحنا خارجه تماما لأنه هناك حرب شعواء على من يحاول أن يصنع مسارا صحيحا للتعليم والتعليم أصبح من خلال نموذج طه حسين وزكى مبارك هو مجرد أكل عيش ففي مقال توعد زكى مبارك أستاذه طه حسين بأنه سوف يقطع لحمه ويشويه إن تعرض لراتبه بالخصم وكان طه حسين سببا في عدم حصوله على درجة العالمية مرتين حيث جعله يرسب
زكى مبارك لمن لا يعرف كان حاصلا على درجة العالمية( الدكتوراه) عدة مرات من جهات مختلفة ومن ثم كان يوقع الدكاترة زكى مبارك وليس الدكتور زكى مبارك وكان زكى من نوعية الطالب المجد الذى ينتقد أساتذته حتى أنه تشاجر في فرنسا مع المشرف على رسالته قائلا له أنه جاء لينتقده هو والمستشرقين لا ليؤيد ما يقولونه ولكنه في النهاية خضع لعادة المجتمع وهى الحفاظ على لقمة العيش وهى الراتب
ومن ثم أصبحت البحوث الجامعية مجرد إرضاء للأساتذة حفاظا على الراتب والمكانة بدلا من أن تكون مصدر لتقدم الدولة