آداب الطريق
مررت بشاب جالس على كرسى فى أحد الشوارع وأمامه كرسى أخر قد وضع قدميه عليه فما تحرك من مكانه ولا أنزل رجليه من على الكرسى وكذلك فعل فى وجود أخرين ولم يرد السلام من قبل على عدة مرات
المصيبة ليست فى ارتكاب الخطأ المصيبة أن هذا الشاب سيكون معلم أجيال فى المستقبل فإذا كان وهو ما يزال فى شبابه لا يحترم الناس ويعصى الله فى آداب الطريق فما هو الذى سيعلمه لتلك الأجيال ؟
ورحم الله رجلا مررنا عليه وكان يجلس واضعا رجل على رجل وكان ضخم الجثة فألقينا عليه السلام فرده بأحسن منه وبعد يومين لأننا كررنا السلام عليه كل يوم استوقفنا وقال :
سامحونى يا جماعة فأنا لا أضع رجل على رجل بمزاجى وإنما الوجع من يجبرنى على ذلك فالوجع لا يتوقف إلا بتلك القعدة
هذا رجل بين عذره وكل مريض معذور كما قال سبحانه:
" ولا على المريض حرج"
من الممكن أن تقعد فى الشارع وأنت مريض أو مصاب بكسور أو جروح وأنت واضع رجل على رجل أو قدميك فى وجه الناس لأن معك عذر من الله يسمح لك بهذا
واما أن تكون سليم الجسم وتقعد تلك القعدة فى الشارع فلا مؤاخذة أنت تستحق العقاب وأن يشتمك كل من مر بك لأنك لم توقر الكبير وتحترم الصغير
إن تلك الجلسة التى تسد نصف الشارع هى من بين أفعال جريمة قطع الطريق التى ارتكبها قومها لوط(ص) والتى قال الله فيها :
"أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ "
وهى إيذاء للمارة
إذا جلست فى الشارع فيجب أن تقوم بواجباتك فى الشارع:
-لا تقطع الطريق بالجلوس فى وسطه أو بمعاكسة المارة أو بذكر كلام فاحش أو بقذفهم بحجارة أو ... كما عاب الله على قوم لوط(ص) فوصفهم قائلا:
" وتقطعون السبيل"
-غض بصرك عن النساء كما قال سبحانه:
" وقل للمؤمنين يغضضن من أبصارهم"
-رد التحية بأحسن منها أو مثلها كما قال سبحانه:
" وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها"
- أن تساعد من طلب المساعدة كمن يسأل عن بيت لا يعرف مكانه أو لم يطلب المساعدة كمن سقط فى الطريق أو أغمى عليه أو أعمى يريد الوصول أو طفل يبكى كما قال سبحانه :
" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"
-إذا شاهدت من يرتكب خطيئة أى ذنب فلا تتردد فى نهيه عن المنكر وأمره بالمعروف كما قال سبحانه :
" ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"
-إذا وجدت شىء يؤذى المارة فى الطريق كحجر فاحمله وضعه فى جانب الجدران أو فى مكان مخصص لعزل الأذى وإذا وجدت زجاج مكسور أو قمامة فاحملها وضعها فى جانب الجدران من الطريق أو فى أى مكان مخصص لمثل تلك الأمور وهذا من باب قوله سبحانه :
"وافعلوا الخيرات"
ومن الروايات فى حق الطريق:
"أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال : «إِيَّاكُم والجلوسَ في الطُّرُقات ، فقالوا : يا رسول الله ، ما لنا من مجالسنا بُدّ ، نتحدَّث فيها ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : فإِذا أَبيتُم إِلا المجلسَ فَأعْطُوا الطريقَ حقَّهُ ، قالوا: وَمَا حَقُّ الطريق يا رسولَ الله ؟ قال : غَضُّ البصرِ ، وكَفُّ الأَذَى ، وردُّ السلامِ، والأمرُ بالمعروفِ ، والنهي عن المنكرِ». أخرجه البخاري، ومسلم ، وأبو داود
وأيضا:
[2656/ 2618]- حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ صَمْعَةَ حَدَّثَنِي أَبُو الْوَازِعِ حَدَّثَنِي أَبُو بَرْزَةَ قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ قَالَ اعْزِلِ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ * (رواه مسلم)