الأبواب فى كتاب الله
إتيان البيوت من أبوابها:
أمر الله المؤمنين أن يأتوا البيوت من أبوابها والمراد أن يدخلوا البيوت من مداخلها المعروفة التى صنعها الناس مطلة على الطرقات والسبب أنهم كانوا يدخلون البيوت من السطوح وفى هذا قال سبحانه:
"وأتوا البيوت من أبوابها"
غلق الأبواب :
الباب يغلق على من بالداخل ويفتح عليهم وقد أخبرنا الله أن امرأة العزيز بعد أن حدثت يوسف(ص) عن الزنى معها غلقت الأبواب والمراد قفلت الفتحات التى يدخل منها الناس البيت حتى يكون وحدهما وبعد ذلك طلبت منها جماعها مباشرة وفى هذا قال سبحانه :
"وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون "
فتح أبواب كل شىء:
أخبرنا الله أن كفار كل قوم لما عصوا الوحى المنزل عليهم فتح عليهم أبواب كل شىء والمقصود أعطى لهم أرازق كل صنف وبكلمات أخرى أكثر لهم الرزق من الأصناف الموجودة فى الدنيا فأكثروا عصيان الله فكانت النتيجة أن عذبهم جميعا وفى هذا قال سبحانه:
"فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شىء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون "
الدخول من أبواب البلدة:
أخبرنا الله أن يعقوب(ص) طلب من أولاده العشرة أن يدخلوا من أبواب متفرقة والمقصود أن يدخلوا مصر من مداخل متعددة وقد قصد بذلك ألا يفقدهم جميعا دفعة واحدة إذا دحلوا من مدخل واحد وقال لهم وما أغنى عنكم من شىء والمراد أن هذا الحذر لا يمنع عنهم قضاء الله لو أرد الله بهم ضرر جميعا وفى هذا قال سبحانه:
"يا بنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغنى عنكم من شىء "
دخول الباب سجدا :
بين الله أنه طلب من بنى إسرائيل أن يدخلوا البلد سجدا والمقصود أن يسكنوا القرية وهى الأرض المقدسة طائعين لحكمه فقال سبحانه:
"وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا "
وهو ما فسره قوله سبحانه:
"يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة" فالقرية وهى الباب فسرت بالأرض المقدسة والدخول فسره بالسكن فى قوله سبحانه:
"وإذا قيل لهم اسكنوا هذا القرية "
أبواب بيوت الكافرين بالرحمن:
" أخبرنا الله أن لولا أن يكون الناس أمة واحدة والمقصود أن لولا أن يكون الخلق فريق ذو دين واحد لجعل الله لمن يكفر بالرحمن والمقصود لجهز الله لمن يكذب بدين الرحمن بيوت وهى المساكن التى لها سقف من فضة ولها معارج عليها يصعدون والمقصود لها سلالم عليها يصعدون للسطح ولها أبوابا أى منافذ للخروج والدخول وسررا والمقصود وفرشا عليها يتكئون وكل هذا من الفضة وزخرفا والمقصود وزينة وبكلمة أخرى ذهب وبناء عليه تكون بيوت الكفار من الذهب والفضة وهذا هو متاع الحياة الدنيا وفى هذا قال سبحانه:
"ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا "
تفتيح أبواب السماء بالماء:
أخبرنا الله أن قوم نوح(ص) كفروا حيث كذبوا نوح(ص) وقالوا عنه مجنون ورفضوا تصديقه فدعا نوح(ص) الله أنى مهزوم فانتقم ممن هزمونى فاستجاب الله له ففتح أبواب السماء بماء منهمر والمقصود أمر الله خروم السحاب أن تنزل قطراتها المتتابعة وفى هذا قال سبحانه:
"كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر فدعا ربه أنى مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر "
باب السماء:
بين الله أن ابواب وهى مداخل أى فتحات دخول السماء مغلقة فى الدنيا بقوله " وما لها من فروج" وأخبرنا أنه لو فتح باب أى مكان لدخول السماء وسار الناس فيه مرتفعين فسيقولون إنما خدعت أنظارنا بل نحن قوم مصابون بالسحر وهو الخداع وفى هذا قال سبحانه:
"ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون"
الباب ذو العذاب الشديد:
أخبرنا الله أنه إذا فتح عليهم بابا ذا عذاب شديد والمقصود إذا أدخلهم مشتق رأى مكان فيه عقاب مهين إذا هم فيه مبلسون والمقصود محضرون والمقصود متألمون أى حاضرون للعقاب وفى هذا قال سبحانه:
"حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون "وهو ما فسره بقوله سبحانه:
"أولئك فى العذاب محضرون"
فتح السماء لتكون أبوابا :
أخبرنا الله أنه فى يوم القيامة وهو الموعد الذى ينادى فيه فى البوق فيقوم الناس جمعات عائدين للحياة تفتح السماء فتكون أبوابا والمقصود تنشق السماء فتكون كلها منافذ للدخول والخروج بعد أن كانت مقفلة فى الدنيا وفى هذا قال سبحانه:
"إن يوم الفصل كان ميقاتا يوم ينفخ فى الصور فتأتون أفواجا وفتحت السماء فكانت أبوابا "
ظاهر الباب وباطنه:
أخبرنا الله أنه ضرب سور والمراد أقام سور بين الجنة والنار وفى هذا اليوم بقول أهل النفاق للمسلمين أعطونا من نوركم والمراد أعطونا بعضا من عملكم الصالح فقيل لهم عودوا إلى مكانكم فطلبوا عمل صالح فلم يجدوا وهذا السور فيه باب والمقصود مدخل ومخرج هو من جهة الجنة فيه أنواع الرحمة وهى النعيم وهو من جهة النار فيه أنواع العقاب المختلفة وفى هذا قال سبحانه:
"يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب "
المكذبون لا تفتح لهم أبواب السماء:
أخبرنا الله أن المكذبين بآياته وهى أحكام وحيه استكبار على طاعتها لا تفتح لهم أبواب السماء والمقصود لا تعطى لهم أنواع الرحمة وهى الجنة ولا يمكن لهم أن يدخلوا الجنة إلا إذا دخل الجمل فى ثقب الإبرة وفى هذا قال سبحانه
"إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل فى سم الخياط وكذلك نجزى المجرمين"
تقسيم أبواب جهنم:
اخبرنا الله أن النار هى مثوى الكفار كلهم وهى مقسمة إلى سبعة أبواب أى سبعة بلاد كبيرة لكل باب منهم والمراد لكل بلد منها عدد معين من الكفار يقيم فيها حتى يعذب وفى هذا قال سبحانه:
"وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم "
أبواب جهنم مثوى المتكبرين:
أخبرنا الله أن الملائكة تستقبل الظلمة وهم الكفار فتقول لهم :
فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها والمقصود أقيموا فى بلاد النار مستمرين فى الوجود فيها فهى بئس مثوى المتكبرين والمقصود فهى مثوى الكافرين القبيح وفى هذا قال سبحانه:
" فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين"
تفتيح أبواب جهنم:
اخبرنا الله أن الملائكة تدفع الكفار إلى النار جماعة تلو جماعة حتى إذا أتوا سورها فتحت أبوابها والمراد فرجت الملائكة منافذها ليدخلوهم أماكنهم فيها وفى هذا قال سبحانه:
"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها "
وعند فتح الأبواب وهى منافذ الدخول تقول لهم الملائكة ادخلوا أبواب جهنم والمقصود أقيموا ببلاد النار خالدين فيها والمقصود مقيمين فيها دوما فبئس مثوى المتكبرين والمقصود فقبح مقام الكفار وفى هذا قال سبحانه:
"قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين"
جنات عدن مفتحة الأبواب:
أخبرنا الله أن للمتقين وهم المسلمين حسن مآب والمقصود مكان حسن هو جنات عدن مفتحة الأبواب والمقصود مأخوذة الرحمات وهى النعم من قبلهم وفى هذا قال سبحانه:
" وإن للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة الأبواب "
فتح أبواب الجنة:
أخبرنا الله أن الملائكة ترشد المؤمنين وهم جماعات إلى طريق دخول الجنة حتى إذا أتوا عند سورها فتحت أبوابها والمقصود وسعت منافذها لدخولهم وقال لهم خزنتها من الملائكة سلام عليكم والمقصود الخير لكم طبتم فادخلوها خالدين والمقصود فأقيموا بها متمتعين بما فيها من النعم وفى هذا قال سبحانه:
"وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين "