مراجعة لمقال مهارة التخلص من الخجل " الرهاب الاجتماعي
الكاتب هو محمد الصغير وقد تناول كون الخوف وهو الرهاب شعور عادى حيث قال :
"مقدمة
الخوف شعور طبيعي لدى الناس، بل لدى جميع الكائنات الحية، وكل إنسان يستجيب لهذا الشعور بطريقة مختلفة، ولكن قد يزيد الخوف عن حده الطبيعي فيصبح عندئذ مرضا، وهو ما يطلق عليه " الرهاب "."
والحقيقة أن الخوف ليس شعورا طبيعيا أى عاديا فالمفترض في المسلم هو :
ألا يخاف من شىء من المخلوقات فيكون آمنا مطمئنا كما قال سبحانه:
"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
ولذا نهى الله عن الخوف من المخلوقات وبين أن الخوف منها سببه هو عمل الإنسان لشىء سيىء أى ذنوب أى ظلم فقال لموسى(ص) :
"وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إنى لا يخاف لدى المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإنى غفور رحيم"
وأما الخوف من الله فيعنى الخوف من عذابه فهو أمر مطلوب ولكنه لا يعنى القلق والاكتئاب والتردد وما شاكل ذلك وإنما يعنى أنه سبب لكى يطيع أحكام الله فيطمئن قلبه كما قال سبحانه :
" لا تخف إن الله معنا "
ومما لا شك فيه أن الأشياء الغريبة أو المفاجئة تجعل الإنسان يخاف فقد خاف موسى (ص) من تحول العصا إلى حية والبعض يخاف من الكلاب أو القطط أو غير هذا والسبيل لعدم الخوف هو التعود على وجود الأمور الغريبة وهو ما أشار له الصغير حيث قال :
"قد يصاب الشخص بالرهاب من أشياء عديدة مثل الخوف من الأماكن المرتفعة، أو الأماكن العامة أو الحيوانات والزواحف إلى حد لا يتناسب مع خطورة تلك الأشياء بحيث يتحول من إنسان طبيعي إلى شخص مريض لا يمكنه أداء وظائفه بشكل طبيعي ولا أن يحيا حياته مثل بقية الناس، ولكن اشهر أنواع الرهاب التي تصيب الشباب هو الرهاب الاجتماعي أو ما يعرف بالخجل"
وعرف الكاتب الخجل وهو الرهاب من المجتمع حيث قال :
"تعريف الرهاب الاجتماعي
هو خوف وارتباك وقلق يداهم الشخص عند قيامه بأداء عمل ما - قولا أو فعلا - أمام مرأى الآخرين أو مسامعهم، يؤدي به مع الوقت إلى تفادي المواقف والمناسبات الاجتماعية"
وهذا التعريف ناقص فالخجول قد لا يفعل شيئا على الإطلاق ومع هذا يخاف من رد فعل الآخرين على عدم الفعل
وتناول مظاهر الخجل حيث قال :
"أعراض الرهاب الاجتماعي:
تلعثم الكلام وجفاف الريق
مغص البطن
تسارع نبضات القلب واضطراب التنفس
ارتجاف الأطراف وشد العضلات
تشتت الأفكار وضعف التركيز"
وهناك أعراض أخرى مثل احمرار الوجه عند مقابلة الشخص وغالبا ما يرتبط بمشاعر الحب
وتساءل الكاتب عن أسباب ظهور تلك المظاهر حيث قال :
"لماذا تظهر الأعراض؟
المصاب بالرهاب الاجتماعي يخاف من أن يخطئ أمام الآخرين فيتعرض للنقد أو السخرية أو الاستهزاء، وهذا الخوف الشديد يؤدي إلى استثارة قوية للجهاز العصبي غير الإرادي حيث يتم إفراز هرمون يسمى " ادرينالين " بكميات كبيرة تفوق المعتاد مما يؤدي إلى ظهور الأعراض البدنية على الإنسان الخجول في المواقف العصبية"
الخجل إذا هو خوف من رد فعل الأخر الذى قد يسيىء للخجول أو يشعره بالنقص وقد يظن الخجول أنه يسيىء للأخرين
وتناول أشهر المواقف التى قد يحدث فيها الخجل حيث قال:
"أشهر المواقف التي تظهر فيها الأعراض:
التقدم للإمامة في الصلاة الجهرية
إلقاء كلمة أمام الطابور الصباحي في المدرسة
التحدث أمام مجموعة من الناس لم يعتد الشخص عليهم
المقابلة الشخصية
الامتحانات الشفوية"
وتناول أيضا ما أسماه مضاعفات الخجل حيث قال :
"مضاعفات الرهاب:
جعل الشخص سلبيا ومعرضا عن المشاركة في المواقف والمناسبات الاجتماعية
يمنعه من تطوير قدراته وتحسين مهاراته
يؤدي إلى ضياع حقوقه دون أن يبدي رأيه
يمنعه من إقامة علاقات اجتماعية طبيعية
يؤدي به إلى مصاعب حياتية، وصراع نفسي داخلي
قد يؤدي إلى مضاعفات نفسية مثل الانطواء والاكتئاب"
والحقيقة أن تلك المضاعفات قد لا تحدث ويحدث العكس فالخجل أحيانا كمثال من المحب يدفعه لتطوير نفسه وجعلها افضل بحيث يمكن أن ينال اعجاب المحبوب من خلال هذا التطوير
وقد بين الله أن الخجل وهو الحياء من تعريف الناس بايذاءهم قد يتمكن من الإنسان ومن ثم يجب أن يتدخل طرف أخلا ليشعر الناس بالأذى وهو ما أبلغ الله به المؤمنين أن الرسول(ص) يستحيى أن يطلب منهم الانصراف لبيوتهم بعد تناول الطعام في بيته لأنه هذا يؤثر على راحته الجسدية وعلى راحة زوجاته وبناته في البيت حيث قال :
"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق"
ومن ثم من رأى أن الناس يؤذون فردا من الناس بشىء يعتقدون أنه لا يؤذيه يجب عليه أن ينبههم إلى هذا
ومن ثم ليس بالضرورة أن يكون كل من يعانى خوفا من شىء غير سوى فالرسول (ص) كان يعانى خوفا من إخبار الناس أنهم ثقلاء عليه وهو فرد سوى
وتناول علاج الخجل حيث قال :
"علاج المشكلة
أدرك هذا الأمر مبكرا قبل أن يستفحل، ويصبح متأصلا صعب العلاج
تدرج في مقابلة الآخرين والتحدث أمامهم بصوت مرتفع، ويمكن أن تبدأ بمجموعة صغيرة ممن تعرفهم وتحضر كلمة قصيرة تحضيرا جيدا وتتدرب على إلقائها مسبقا ثم تلقيها عليهم وتكرر ذلك، ومع كل مرة تزيد من عد المستمعين لك حتى تزداد ثقتك بنفسك ويصبح الأمر شيئا طبيعيا بالنسبة لك
يمكنك الاستفادة من البرامج النفسية والسلوكية للتغلب على الخجل وهي تجرى تحت إشراف مختص في هذا الأمر ولها نتائج باهرة
عزز ثقتك بنفسك وبقدراتك
تعلم المهارات التي تمنعك من الوقوع في الحرج في المواقف الطارئة
مفتاح التغلب على الخجل الاجتماعي هو تحدي الأفكار الخاطئة التي تسيطر على الذهن عند التعرض للمواقف الاجتماعية فإذا تمكن الإنسان من تحدي تلك الأفكار والتغلب عليها فسوف يتصرف تلقائيا بصور طبيعية
تذكر دائما: لا يمكن لأحد أن يحظى بالتألق واللمعان في كل حين"
وقد فات الكاتب أمرا وهو :
انقسام الخوف وهو الحياء أى الخجل لنوعين :
الأول الحياء المرضى وهو ما يجب علاجه مثل الرجل الذى يخاف من الكلام مع من يحب ومثل من يخاف من منظر الكلب أو من يخاف من أى شىء يتحرك
الثانى الحياء المباح كالحياء من النظر للنساء أو حياء النساء من النظر للرجال أو الحياء من قول السوء